سورة الزمر - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الزمر)


        


قوله عز وجل: {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها} فيه قولان:
أحدهما: أن الطاغوت الشيطان، قاله مجاهد وابن زيد.
الثاني: الأوثان، قاله الضحاك والسدي.
وفيه وجهان:
أحدهما: أنه اسم أعجمي مثل هاروت وماروت.
الثاني: عربي مشتق من الطغيان.

{وأنابوا إلى الله} فيه وجهان:
أحدهما: أقبلوا الى الله، قاله قتادة.
الثاني: استقاموا إلى الله، قاله الضحاك.
ويحتمل ثالثاً: وأنابوا الى الله من ذنوبهم.

{لهم البشرى} فيه وجهان:
أحدهما: أنها الجنة، قاله مقاتل ويحيى بن سلام.
الثاني: بشرى الملائكة للمؤمنين، قاله الكلبي.
ويحتمل ثالثاً: أنها البشرى عند المعاينة بما يشاهده من ثواب عمله.
قوله عز وجل: {فبشر عبادِ الذين يستمعون القول} فيه قولان:
أحدهما: أن القول كتاب الله، قاله مقاتل ويحيى بن سلام.
الثاني: أنهم لم يأتهم كتاب من الله ولكن يستمعون أقاويل الأمم، قاله ابن زيد.
{فيتبعون أحسنَه} فيه خمسة أوجه:
أحدها: طاعة الله، قاله قتادة.
الثاني: لا إله إلا الله، قاله ابن زيد.
الثالث: أحسن ما أمروا به، قاله السدي.
الرابع: أنهم إذا سمعوا قول المسلمين وقول المشركين اتبعوا أحسنه وهو الإسلام، حكاه النقاش.
الخامس: هو الرجل يسمع الحديث من الرجل فيحدث بأحسن ما يسمع منه، ويمسك عن أسوإه فلا يتحدث به، قاله ابن عباس.
ويحتمل سادساً: أنهم يستمعون عزماً وترخيصاً فيأخذون بالعزم دون الرخص.
{أولئك الذين هداهم الله} الآية. قال عبد الرحمن بن زيد: نزلت في زيد بن عمرو بن نفيل وأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها في جاهليتهم، واتبعوا أحسن ما صار من العقول إليهم.


قوله عز وجل: {أفمن شرح الله صدره للإسلام} فيه وجهان:
أحدهما: وسع صدره للإسلام حتى يثبت فيه، قاله ابن عباس والسدي.
الثاني: وسع صدره بالإسلام بالفرح به والطمأنينة إليه، فعلى هذا لا يجوز أن يكون الشرح قبل الإسلام، وعلى الوجه الأول يجوز أن يكون الشرح قبل الإسلام.
{فهو على نور من ربه} فيه وجهان:
أحدهما: على هدى من ربه، قاله السدي.
الثاني: أنه كتاب الله الذي به يأخذ وإليه ينتهي، قاله قتادة.
وروى عمرو بن مرّة عن عبد الله بن سدر قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية، فقالوا: يا رسول الله ما هذا الشرح؟ فقال: «نور يقذف به في القلب» قالوا: يا رسول الله هل لذلك من أمارة؟ قال: «نعم» قالوا: ما هي؟ قال: «الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل الموت»
وفي من نزلت فيه هذه الآية ثلاثة أقاويل:
أحدها: في رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله الكلبي.
الثاني: في عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حكاه النقاش.
الثالث: في عمار بن ياسر، قاله مقاتل.
{فويل للقاسية قلوبُهم من ذِكر الله} قيل أنه عنى أبا جهل وأتباعهُ من كفار قريش، وفي الكلام مضمر محذوف تقديره، فهو على نور من ربه كمن طبع الله على قلبه فويل للقاسية قلوبهم.


قوله عز وجل: {الله نزّل أحسن الحديث} يعني القرآن، ويحتمل تسميته حديثاً وجهين:
أحدهما: لأنه كلام الله، والكلام يسمى حديثاً كما سمي كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً.
الثاني: لأنه حديث التنزيل بعدما تقدمه من الكتب المنزلة على من تقدم من الأنبياء.
ويحتمل وصفه بأحسن الحديث وجهين:
أحدهما: لفصاحته وإعجازه.
الثاني: لأنه أكمل الكتب وأكثرها إحكاماً.
{كِتاباً متشابها} فيه قولان:
أحدهما: يشبه بعضه بعضاً من الآي والحروف، قاله قتادة.
الثاني: يشبه بعضه بعضاً في نوره وصدقه وعدله، قاله يحيى بن سلام.
ويحتمل ثالثاً: يشبه كتب الله المنزلة على أنبيائه لما يتضمنه من أمر ونهي وترغيب وترهيب، وإن كان أعم وأعجز. ثم وصفه فقال:
{مثاني} وفيه سبعة تأويلات:
أحدها: ثنى الله فيه القضاء، قاله الحسن وعكرمة.
الثاني: ثنى الله فيه قصص الأنبياء، قاله ابن زيد.
الثالث: ثنى الله فيه ذكر الجنة والنار، قاله سفيان.
الرابع: لأن الآية تثنى بعد الآية، والسورة بعد السورة، قاله الكلبي.
الخامس: يثنى في التلاوة فلا يمل لحسن مسموعه، قاله ابن عيسى.
السادس: معناه يفسر بعضه بعضاً، قاله ابن عباس.
السابع: أن المثاني اسم لأواخر الآي، فالقرآن اسم لجميعه، والسورة اسم لكل قطعة منه، والآية اسم لكل فصل من السورة، والمثاني اسم لآخر كل آية منه، قاله ابن بحر.
{تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنها تقشعر من وعيده وتلين من وعده، قال السدي.
الثاني: أنها تقشعر من الخوف وتلين من الرجاء، قاله ابن عيسى.
الثالث: تقشعر الجلود لإعظامه، وتلين عند تلاوته.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8